ھذا الكتاب مھدى إلى: - أمي، لكونھا منارة للحب غیر المشروط. - أصالة، لكونھا ھدیتي في ھذه الحیاة، التي علمتني كیف أصمد بقامة شامخة رغم الاضطرابات. - إلى من لھم الحیاة والمستقبل، إلى من ھم بمثابة أولادي بشرى، مروة، سلوى، ماسة، بشیر، لیانا، مایا، یوسف، منیر ویارا.
یعني تحررك من القیود أن تمنح نفسك الإذن بأن تكون على أعلى درجات الوعي والإدراك للّحظة الحالیة التي تعیشھا. وهذا یعني أن تمنح نفسك الإذن بأن تنعم روحك بالحیاة. وأن یلتقط أنفك رائحة الزھور الجمیلة. كما أنه یساعدك على التّرقي في درجات الصفاء الذھني حتى تتمكن من رؤیة الجمال في ھذا العالم وتكون أكثر إنتاجیة في الحیاة. ولكن إیّاك أن تخطئ في التعامل مع التحرر من القیود فتعتبره ً نوعا من السلبیة والبلادة. فھو لا یعني أن تسمح للناس بأن یسیئوا لمكانتك أو أن تكون كسولا طوال الیوم وتعتقد أن ذلك سیغیّر حیاتك.
ربما تعتقد أن معاناتك ناتجة عن الآخرین فتلجأ إلى لعبة إلقاء اللوم على من حولك بدلاً من إنعام النظر في اختیاراتك. وھذا یقودك إلى الاعتقاد أنه إذا تغیّر الآخرون أو غیّروا تصرفاتھم، فسترتاح من المعاناة. ولكن ھذا التحلیل لیس صحیحا. لا یصبح التغییر أمرا ممكنًا إلا إذا أدركت أنك وحدك المسؤول عما تواجھه في حیاتك.
عندما تكون مغرما بشدّة، لا تحتاج إلى أي نوع آخر من الأمان. قد تكون مفلساً، لكنك تشعر بأنك أغنى شخص بین جمیع الرجال والنساء على كوكب الأرض. بل حتى إذا َ كنت متسولا، لن تخشى شیئًا بمجرد تسلّل الغرام إلى شغاف قلبك، لأنك ستكون متربّعًا على ذروة معنى الوجود الإنساني. لا یمكن لأي شيء في الوجود أن یقف عائقا في طریقك. ولا حتى الخوف. إن تجربة لحظة واحدة من الحب تمنح حیاتك بأكملھا معنى وجوھرا. والأھم من ّ كل شيء، أنك عندما تكون في حالة حب، لا تخاف الموت أبدًا.
الحقیقة ھي أن السلام والعیش في طمأنینة ھو الوضع الأصلي الذي تتطلع إلیه روحنا فهي تطمح دائما إلى العودة إلى ھذا الوضع الذي یمیّز كیاننا الأصلي وحالتنا التي فُطرنا علیھا... یشبه الأمر شخصا یسافر بعیدا عن مسقط رأسه، تراه دائما مسكونا بشغف العودة إلیھا. انظر إلى حیاتك. عندما نحقق ما یجعلنا سعداء - كشراء سیارة أو منزل، أو كالسفر أو الزواج ممن نحب – تتبخر سعادتنا بذلك بعد وقت قصیر من حصولنا على ما كان یشغلنا وكنا نرغب به .. لا یدوم الفرح إلا للحظات عابرة وسرعان ما یختفي بعیدًا ... لا یعود السبب في ذلك إلى وجود خطأ ما في ھذه القرارات أو في النتیجة النھائیة التي حققناھا. بل یعود السبب ببساطة إلى أن “عقلنا” یشغلنا عن أن نكون سعداء باستمرار