النهايات أخلاق

image

لكن لَن يفهم ما أعنيه إلا القَليل

حين تنتهي علاقتكَ بشخصٍ فتتمنى لهُ الخَيرَ مِن دونك ، حين تنتهي علاقتكما دون أن يخدش أحدكما قلب الآخر ، حين تنتهي دون أن تتلفظا على بعضكما بألفاظٍ بذيئة فتكسرانِ الخواطر ، حين تتذكران أن كل منكما كان جزءاً في حياةِ الآخر فتنهيانِ ما بينكما بالودِ والإحترام والأخلاقِ الحسنة ، أن تَقف بأعينكما تلك الأيام التي أمضيتُماها معاً ، أن لا تهونَ العِشرةَ عليكما ، أن لا تفجُرا في الخصومةِ فتهتكانِ سِترَ بَعضكما ، أو يقول كلاكما عن الآخر ما ليسَ بهِ ، أو تفتريا على بعضكما في المجالس ، ما أعظم أن يكون لسان حالكما عوضهُ الله خيراً مني وعوضني خيراً منه ، أن تكتُما سوء بعضكما وتُظهرانِ حسناتهِ ، أن لا تنسوا الفَضل بينكما ، أن لا ينسى أحدكما وقفةَ الآخر معه في أيامهِ الموحشةِ ولياليهِ الصِعاب ، أن لا تنسيان أن أحدكما طبطبَ على الآخر مواسياً قلبه وإن كانَ بالكلمة ، أن تكونَ النهاية "استودعتك الله" ، و"الدعاءُ وصية بيننا" أن تُغادرا بَعضكما بقلوبٍ خاليةٍ من الحقدِ لا تحملُ للآخرِ إلا المَودةَ والسلام ، فليسَ شرطاً أن تكونَ النهايةُ كُرهٌ وعِداء ، فما أعظم أن تتركانِ بعضكما وكل منكما يذكُر الآخر بالخيرِ حاملاً معهُ ذكرياته الطيبة ، فبكل الأحوال لا أحد بإمكانهِ أن ينسى جزء من حياتهِ كان يعني لهُ الكثير ، فإذا انتهى ذلك الجُزء أبقاهُ سراً يحمله معه طوال عمرهِ ، فما أجملَ أن يكتمُ المَرءُ سِرّهُ الجَميل ، بدلاً من أن يكتُمَ ذلك السِّرّ على هيئةِ جراحٍ لا يزول أثرها ...، ولكن لَن يفهم ما أعنيه إلا القَليل .


التعليقات

عبدالرحمن اليافي

9 مدونة المشاركات